أعلنت شركة “مايكروسوفت” يوم الاثنين عن تعيين مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي الحالي لشركة الذكاء الاصطناعي الشخصي “إنفليكشن إيه إي”، ليشغل منصب الرئيس التنفيذي لوحدة الذكاء الاصطناعي الجديدة للمستهلكين ضمن قسم الذكاء الاصطناعي لشركة مايكروسوفت. سيلتحق سليمان بالفريق لقيادة جميع منتجات وأبحاث الذكاء الاصطناعي الموجهة للاستهلاك، بما في ذلك سلسلة مساعدي “كوبايلوت” Copilot AI، إلى جانب تحسين محرك البحث Bing ومتصفح Edge.
شاهد أيضاً: مسيرة النجاح للملهم القطري عبدالله الحميدي في ريادة الأعمال
إليك ما يجب معرفته عن سليمان:
1. سليمان كان رائداً هادئاً في مجال الذكاء الاصطناعي؛ حيث شارك في تأسيس “ديب مايند” DeepMind مع صديقه ديميس هاسابيس في عام 2010. تطور سليمان ليصبح رائداً في تطبيقات الذكاء الاصطناعي لـ “ديب مايند”.
وفي عام 2019، انضم سليمان إلى فريق أبحاث اللغة الطبيعية في شركة جوجل، حيث انبهر بالاختراقات البحثية في بناء وتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية. رأى في هذه التطورات بدايات واجهة “محادثة” جديدة بين البشر وأجهزة الكومبيوتر. قضى سليمان حوالي عامين في جوجل، حيث كانت مساهمته الرئيسية تطوير طريقة “لتأصيل” مخرجات النماذج بالحقائق وتجنب “الهلوسة”.
2. تأثر سليمان بالتردد الذي أبدته شركة جوجل في دمج الذكاء الاصطناعي للمحادثة في منتجاتها، بما في ذلك خدمة البحث، خلال السنتين الماضيتين. كان هذا التردد سبباً في شعوره بالإحباط، وأدى في النهاية إلى قراره بالرحيل من الشركة في يناير (كانون الثاني) 2022، بعد أسابيع قليلة فقط من إطلاق “تشات جي بي تي” ChatGPT. كان هذا القرار حافزاً له للتفكير في إنشاء شركة خاصة به.
وفي مقابلة مع مجلة “فاست كومباني”، عبّر سليمان عن مدى إحباطه قائلاً: “لقد كنت محبطاً للغاية، وقلت حسناً، سأفعل ذلك لأنني أعتقد أن مستقبل جميع الواجهات يعتمد على المحادثة”.
3. سليمان كان يعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي “الذكي عاطفياً”، وكانت أول منتجاته مساعد ذكاء اصطناعي شخصي يُدعى “باي” Pi، الذي يتفاعل مع المستخدم بطريقة شخصية ومتعاطفة، ويقوم تدريجياً ببناء المعرفة حول المستخدم بناءً على المحادثات معه.
لكن بعد ذلك، قررت كارين سيمونيان، المتعاونة مع سليمان والمؤسسة المشاركة في Inflection AI، ترك الشركة لتصبح كبيرة العلماء في قسم الذكاء الاصطناعي في “مايكروسوفت”. وأعلن سليمان في منشور على منصة “اكس” أن العديد من الباحثين الآخرين في Inflection AI سيتبعون هذه الخطوة. والشخص الثالث المؤسس للشركة هو الملياردير ريد هوفمان، رئيس “لينكدإن”.
وعلى الرغم من ذلك، فإن شركة InflectionAI ما زالت تواصل عملها بقيادة رئيس تنفيذي جديد، وستقدم الذكاء الاصطناعي الذكي عاطفياً كواجهة برمجة تطبيقات لعملاء المؤسسات وغيرهم.
4. في كتابه “الموجة القادمة” الذي صدر عام 2023، يقدم سليمان تحذيراً صريحاً ومقنعاً حول كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على حياتنا وعلى العالم بشكل عام.
يشير سليمان في كتابه إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن فهمه فقط من الناحية التكنولوجية أو الفلسفية البحتة، بل يجب أن يُنظر إليه على أنه نتاج لجهود بشرية فريدة، ويمكن أن يؤثر بشكل عميق على البشر والأنظمة البشرية بطرق متعددة، سواء كانت واضحة أو جديدة تماماً.
يستند سليمان في كتابه إلى تصوراته وتنبؤاته حول كيفية تغيير الذكاء الاصطناعي للعالم، مشيراً إلى أهمية فهم الآثار الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية لهذا التطور التكنولوجي.
علاوة على ذلك، يقدم سليمان تحليلاً عميقاً للتحديات والفرص التي يواجهها العالم في ظل هذا التطور السريع، ويدعو إلى إدراك مسؤوليتنا كمجتمع على توجيه هذا التقدم نحو تحقيق الفوائد الإيجابية وتجنب المخاطر السلبية.
باختصار، يعتبر كتاب “الموجة القادمة” من تأليف سليمان تحذيراً هاماً ودراسة شاملة لتأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبلنا، ويشدد على ضرورة التفكير الشامل والمسؤول في كيفية توجيه هذا التقدم لصالح الإنسانية.
5. توظيف سليمان في شركة “مايكروسوفت” يُعتبر فوزًا آخر للشركة، خاصة بعد امتلاكها حصة في OpenAI بقيمة 10 مليارات دولار في عام 2023، واستثمارها مؤخرًا 16 مليون دولار في شركة Mistral AI الفرنسية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.
تمثل تعيين سليمان استثمارًا آخر مثيرًا للاهتمام لشركة “مايكروسوفت”، حيث سيتولى تسخير النماذج الخاصة بالشركة والنماذج التي طورها شركاؤها لتطوير منتجات استهلاكية أكثر إقناعًا.
نظرًا لأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي السهلة الاستخدام والمتمحورة حول الإنسان والذكية عاطفيًا كانت من نقاط قوة سليمان، فمن المعقول توقع تحسينات وبعض المفاجآت في جودة ميزات الذكاء الاصطناعي المقدمة من شركة “مايكروسوفت”.