فتاة من الإمارات، تختصر الزمن بحثاً عن العلم، هيف زمزم، التي تعمل بوظيفة محلل مالي كبير في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، تعطي صورة جديدة لطموح المرأة الإماراتية الذي لا يوقفه شيء.
قدمت هيف زمزم، المحللة المالية البارعة في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل، صورة ملهمة للفتاة الإماراتية التي تتحدى التحديات في سبيل البحث عن العلم النافع وتختصر الزمن لخدمة وطنها، حيث بدأت هيف رحلتها المهنية عام 2008، وتولت وظيفة محلل مالي كبير في “مصدر”.
ولكن رغم نجاحها في هذه الوظيفة، قررت هيف أن تتحدى نفسها بمزيد من التحصيل العلمي، لذا اختارت الانتقال إلى فرنسا للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية إدارة الأعمال الدولية “إنسياد”، وبفضل إصرارها، أصبحت هيف أول إماراتية وربما الوحيدة التي تدرس في هذه الكلية المرموقة في فونتينبلو، فرنسا.
شاهد أيضاً: السعودية تنجح في ترتيب قرض دولي بنحو 11 مليار دولار
وتشمل مجالات دراستها مواضيع مثل التمويل، وصناديق الأسهم الخاصة، وإعداد المشاريع، بالإضافة إلى دراسة الاقتصاد البرازيلي كتخصص اختياري، وعلى الرغم من التحديات، تعبر هيف عن ارتياحها لاختيارها هذا البرنامج المكثف، مؤكدة رغبتها في العودة إلى وطنها لتكمل مسيرتها المهنية وتقديم إسهاماتها في خدمة الوطن.
ومن خلال رحلتها، تقول هيف إنها تمر بتجربة مميزة في بيئة دراسية راقية بمدينة فونتينبلو التاريخية، كما تشدد على أهمية تبادل الثقافات مع زملائها الدوليين من 80 جنسية مختلفة، مما يوفر لها فرصة لتعريف العالم بثقافتها وتراث بلادها.
ومن خلال حديثها، تشير هيف إلى دعمها من قبل “مصدر” وشركة توتال أبو البخوش، وتشجع زميلاتها الإماراتيات على مواصلة التعليم في الخارج لتحقيق تطورهن وتقديم الخدمة في خدمة الوطن، معبرة عن فخرها بتمثيل الإمارات في “إنسياد” فرنسا.
هيف زمزم … في ريو دي جانيرو
في يونيو 2012، زارت هيف زمزم مدينة ريو دي جانيرو عاصمة البرازيل برفقة مائة من الموظفين من شركات الإمارات لحضور اجتماع ريو20، تمثلت هذه الرحلة كفرصة لاستكشاف إمكانيات الاستثمار وتقييم نسب المخاطر والتحديات المرتبطة بالمنطقة.
وتحدثت زمزم عن تجربتها في فرنسا قائلةً: “هذه أول مرة أسافر فيها لمدة سنة كاملة. وعلى الرغم من كوني الوحيدة من الإمارات في جامعة انسياد في فرنسا، إلا أن هناك زميلات إماراتيات آخريات يدرسن التخصص نفسه في جامعات فرنسية مختلفة”، وأضافت زمزم أنها تستمتع بالبيئة التعليمية المتميزة والتاريخية في ريو دي جانيرو، مشيرة إلى أنها واجهت طلابًا من أكثر من 80 جنسية، مما أتاح لها فرصة تقديم معلومات عن الإمارات وتراثها.
ومن جهة أخرى، نظمت كلية انسياد مؤتمرها السنوي للتوظيف في أبوظبي، حيث شارك حوالي سبعين طالبًا من مختلف أنحاء العالم، وأشارت زمزم إلى أهمية هذا المؤتمر في تعريف الطلاب بفرص العمل في الإمارات وتقديم فرص التوظيف لهم، كما أوضحت أنها قامت بتنظيم جولات سياحية لهؤلاء الطلاب لتقديم نظرة عامة على الثقافة والتاريخ الإماراتي.
تجسد قصة هيف زمزم روح التحدي والتطور المستمر، حيث استخدمت خبراتها الأكاديمية لتشجيع زميلاتها الإماراتيات على متابعة تعليمهن في الخارج، وتظهر تجربتها في فرنسا تواصلها مع ثقافات متنوعة وتعزيز تبادل المعرفة والتفاهم الثقافي.