يقصد بالخبرة أنها امتلاك الموظف العديد من المهارات والقدرات المهنية، التي يتم اكتسابها من خلال التجربة العملية والتدريب المهني، بحيث تؤثر هذه الخبرة بشكل إيجابي على مستوى إنجازات الموظف وتحسّن من الأداء المهني له في العمل، وقدرته على التعامل بسلاسة وبشكل عملي مع المشاكل المتوقعة خلال ساعات العمل.
فإذا كنت حديث التخرج، فقد تكون شهادتك الجديدة بمثابة دليل على أنك اكتسبت المهارات الأساسية اللازمة لوظيفة على مستوى المبتدئين في المجال الذي اخترته، لكن من المرجح أن يراك أصحاب الشركات كشخص لا زال غير قادر على القيام بمهامه الوظيفة وما تتطلبه من مسؤوليات على النحو الأمثل، وذلك كون الخبرة العملية الكافية تساعد الفرد على تطوير المهارات المهنية والقدرات الموجودة لديه، وإكسابه المهارات والقدرات الجديدة التي يحتاجها؛ من أجل أن يكون متوافق مهنياً مع الوظيفة التي قام بتقديم طلب تعيين بها، ويصل لطموحاته وأهدافه المهنية المطلوبة بشكل سليم، كما تفتح الخبرة للفرد طريق التواصل مع المؤسسات المهنية المختلفة، والتي يمكن أن تساهم في الحصول على وظيفة بأسرع وقت ممكن
وهنا يكون السؤال هل الخبرة أكثر أهمية؟
وجدت دراسة أجرتها كلية هارفارد للأعمال أن 37٪ من أصحاب العمل يصنفون الخبرة على أنها أهم مؤهل لدى المتقدم، وليس التحصيل العلمي، وعندما يصعب شغل وظيفة ما، من المرجح أن يتغاضى أصحاب العمل عن عدم وجود درجة علمية مقابل أن يكون لدى المرشحين خبرة كافية، وفي المؤسسات الكبيرة التي تضم أكثر من 10 آلاف موظف، تكون الخبرة أكثر أهمية من الحصول على درجة تعليمية.
ولا يقتصر الأمر على الخبرة التي يقول أصحاب العمل أنهم يقدّرونها، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن 45٪ من مسؤولي التوظيف ومديري التوظيف يقولون إن إمكانات المرشح هي أهم جانب في قبول توظيفه، ويعرّف أصحاب العمل الإمكانات بأنها قدرة شخص ما على النمو داخل الوظيفة وخارجها، أي إنهم يريدون الأشخاص القادرين على حل مشاكل الشركة، وسوف يضيفون قيمة لها المدى الطويل.
يعتبر التحصيل العلمي مفتاح الإنطلاق إلى الحياة العملية وسوق العمل، حيث تعطي الدراسة على مقاعد الجامعة ولمدة لا تقل عن ال4 سنوات إنطباعًا بقدرة الشخص المتقدم للوظيفة على .الإلتزام بكافة نواحي الحياة، إلا أن التحصيل العلمي ليس له يد بتحديد الفرص العملية أو المستقبل الوظيفي للأشخاص