تمثل الشركات الصغيرة محركًا حيويًا للاقتصاد، حيث تعكس حماس رواد الأعمال وروح الابتكار، ومع ذلك، يظهر أن الطريق نحو النجاح ليس دائمًا ممهدًا بالزهور، فالفشل يعتبر جزءًا لا يتجنب من رحلة أي شركة صغيرة، فإن فهم الأسباب التي تقف وراء فشل الشركات الصغيرة ليس فقط ضروريًا لتحسين أدائها المستقبلي، ولكن أيضًا لتقديم دروس قيمة يمكن لرواد الأعمال تعلمها وتجنبها.
وفي هذا المقال، سنستعرض أربعة أسباب شائعة وراء فشل الشركات الصغيرة، مما يتيح لنا الفرصة لاستخلاص تجارب قيمة قد تسهم في تعزيز قدرتها على التحدي والاستمرارية في عالم الأعمال المتغير.
أكثر الأسباب شيوعًا وراء فشل الشركات الصغيرة للتعلم منها :
1- الإدارة غير الكافية أو غير الفعالة
تعتبر نقطة الضعف الشائعة التي تؤدي إلى عدم نجاح المشروعات الصغيرة غياب الحكمة في اتخاذ القرارات من جانب فريق الإدارة أو مالك المشروع، وفي العديد من الحالات، يكون مالك المشروع الشخص الوحيد الذي يمتلك صلاحيات اتخاذ القرارات، خاصة في المرحلة الأولى من المشروع.
ورغم أن مالكي المشروعات الصغيرة قد يكونون لديهم المهارات اللازمة لإنشاء وتسويق المنتج أو المشروع، يفتقرون غالباً إلى الصفات القيادية الضرورية ويعانون من نقص في الوقت الكافي لمتابعة جميع الجوانب الإدارية، وبدون وجود فريق إدارة مختص ومتفرغ، يمكن أن يتعرض مالك المشروع لضعف في إدارة جوانب المشروع، سواء كانت مالية، أو وظيفية، أو تسويقية.
2- العثرات التسويقية

فشل المشاريع
غالبًا ما تواجه المشاريع صعوبات في وضع استراتيجيات تسويقية فعالة، حيث يفشل مالكو المشاريع في تحديد احتياجات التسويق الضرورية، بما في ذلك التمويل اللازم ووصول العملاء المحتملين، وتقدير التوقعات بدقة بالنسبة لنسبة الاستهلاك.
وعندما يتخذ الشركة توقعات منخفضة لتكاليف الحملات التسويقية المبكرة، تجد صعوبة في جذب الدعم المالي الضروري من الأقسام الأخرى، حيث يعد التسويق محورًا حيويًا في بداية أي مشروع.
ويتطلب الأمر من الشركات ضرورة التأكد من وضع ميزانية واقعية لاحتياجاتها التسويقية الحالية والمستقبلية، وتقدير دقيق للشريحة المستهدفة ومعدل التحول في المبيعات، فالتسويق يشكل محورًا حيويًا وحاسمًا في المراحل الابتدائية لأي مشروع.
الشركات التي لا تستطيع التعامل مع هذه التحديات ودمجها في استراتيجيات التسويق، تكون عرضة للفشل أكثر من الشركات التي تخصص الوقت اللازم لابتكار وتنفيذ حملات تسويق ناجحة وفعالة ماليًا.
شاهد أيضاً: 5 مشاريع مربحة وسهلة التنفيذ
3- العائق المالي
يُعتبر نقص رأس المال هو السبب الرئيسي الذي يفسر فشل الأعمال الصغيرة، غالبًا ما يكون أصحاب المشروعات على دراية بالتمويل الضروري لتشغيل المشروع يوميًا، ويشمل ذلك تكاليف الأجور والنفقات الثابتة والمتغيرة مثل الإيجار والمرافق، وقدرتهم على تلبية جميع الالتزامات المالية في الوقت المحدد.
ومع ذلك، يواجه أصحاب المشروعات التحدي الثاني وهو عدم القدرة على تحديد العائد المالي المتوقع من مبيعات المنتجات أو الخدمات، مما يؤدي إلى عجز يجعلهم خارجين من سوق العمل.
وفي السياق نفسه، يغفل بعض أصحاب المشروعات التسعير الملائم لمنتجاتهم وخدماتهم، حيث يحاولون التفوق في سوق مشبعة بالأعمال عبر خفض الأسعار لجذب العملاء، وورغم أن هذه الاستراتيجية قد تكون ناجحة في بعض الأحيان، إلا أن المشروعات التي تستمر في تقديم منتجاتها وخدماتها بأسعار منخفضة جدًا، قد لا تحقق عوائد كافية لتغطية تكاليف الإنتاج والتسويق والتوصيل.
4- التخطيط غير الفعال للمشروع

فشل المشاريع
فشل المشاريع الصغيرة غالبًا يعزى إلى التخطيط غير الفعّال للمشروع، حيث يتطلب النجاح إعداد خطة أعمال شاملة تشمل عناصر أساسية يجب أخذها في اعتبارك:
- وصف واضح للمشروع أو العمل:
ينبغي أن توضح الخطة بشكل دقيق وواضح الغرض والطموحات من المشروع أو العمل، بما في ذلك الخدمات أو المنتجات المقدمة. - احتياجات الموظفين والإداريين:
يجب تحديد الكوادر اللازمة لتشغيل المشروع بنجاح، سواء كان ذلك في الحالة الحالية أو في المستقبل، مما يساعد على تحديد متطلبات التوظيف وتطوير المهارات الحالية. - تحليل السوق:
ينبغي دراسة الفرص والتهديدات في السوق بشكل دقيق، مما يساعد على تحديد استراتيجيات التسويق والتطور المستقبلي للمشروع. - التمويل:
يتعين تحديد التمويل اللازم لتشغيل المشروع، مع إدراك جيد للتدفق النقدي والميزانيات المختلفة المطلوبة. - مبادرات التسويق:
يشمل ذلك وضع خطة تسويق فعّالة تشمل استراتيجيات جذب العملاء وتعزيز العلامة التجارية. - تحليل المنافسين:
يجب دراسة المنافسين بعناية لفهم نقاط القوة والضعف، وتحديد فرص التميز في السوق.
عدم وجود خطة أو عدم تحديث الخطط بانتظام يمكن أن يؤدي إلى مواجهة المشروع لتحديات لا يمكن التغلب عليها خلال فترة التشغيل، ولتجاوز هذه العقبات، يجب أن يكون لدى رواد الأعمال إلمامًا قويًا بالصناعة والمنافسة، وتصميم الشركة وفقًا لنموذج عمل محدد وبنية تحتية قبل بدء تسليم المنتجات أو الخدمات، ويجب أن يكون التخطيط المالي والتقدير الواقعي للإيرادات موجودًا لضمان نجاح الخطة العمل واستمرارية المشروع.
شاهد أيضاً:
هيف زمزم … مثال لطموح الفتاة الإماراتية الجديدة
شركة JEDO الهولندية تقوم بالاستحواذ على تطبيق JUMP-IN السعودي
ما هي اليقظة الذهنية ؟ وما هي فوائدها ؟
ISCHOOL المصرية تحصل على تمويل بقيمة 4.5 ملايين دولار