2.6K
في رحلة البحث عن طريقة مضمونة للوصول إلى أقصى مراتب النجاح والازدهار، يبحث الكثيرون عن السر والوصفة السحرية التي ستمكنهم من تحقيق أحلامهم بسهولة ويسر، وربما يكون هذا الاهتمام مشروعًا، لكن الحقيقة هي أن هناك عاداتًا يتبعها الناجحون بالفعل، وتلعب دورًا حاسمًا في تعزيز نجاحهم وزيادة إنتاجيتهم، حيث أن هذه العادات ليست سوى جزء من اللغز، إلا أنها تلعب دورًا هامًا في بناء نمط حياة ناجح ومتوازن، سواء على صعيدي الأهداف المهنية أو الحياة الاجتماعية والعائلية.
يُذكِّرنا توم كورلي، المحاسب والمخطط المالي، في كتابه الشهير “غير عاداتك.. غير حياتك”، بأن الأثرياء يعتمدون على تلك العادات كجزء من رحلتهم نحو النجاح، كما و قام كورلي بإجراء استقصاء استند إلى إجابات 233 من مليونيراتنا المشهورين على الصعيدين المهني والمادي، ثم قارنها بإجابات 128 من الأفراد ذوي الدخل المنخفض.
أبرز 5 عادات مشتركة بين الناجحين والتي يوصي بها الناجحون بشدة:
الاستيقاظ مبكرًا: إحدى أهم العادات التي اتفق عليها الجميع، النوم باكرًا والاستيقاظ باكرًا، فحسب ما ذُكر بأبحاث “كورلي” وُجِد أن ما يقرُب من 50% من أصحاب الملايين العصاميين يستيقظون قبل ثلاث ساعات على الأقل من بدء يومهم الفعلي، وهو ما عللوه بكونه يُتيح لهم الفرصة للسيطرة على حياتهم، ويمنحهم الشعور بالثقة، وقد أكد البعض أن الالتزام بهذا الروتين قرابة الأسبوعين لن يلبث أن يتحول إلى عادة حتى خلال العطلات، الأمر الذي يجعل المرء يحظى ببعض الوقت الخاص الذي يمكن استغلاله في ممارسة التأمل أو الرياضة أو أي شيء مُريح للأعصاب بعيدًا عن ضجيج العالم من حوله.
-التخطيط المُسبَق: عادة أخرى إيجابية ومهمة، هي التخطيط وصُنع قائمة بالأهداف اليومية وترتيبها وفقًا لأولوياتها، وقد وُجِد أن 95% من الناجحين يميلون إلى القيام بتلك الخطوة مساءً في الليلة التي تسبق التنفيذ، ليستيقظون على أهُّبة الاستعداد والحماس، وإن كان هناك آخرون يفعلون ذلك أول شيء بالصباح الباكر، مما يجعل الأمر متروكًا للتفضيل الشخصي، ولعل ما يُميز الناجحين عن غيرهم، هو أنهم لا يضعون فقط خطة لأهدافهم وإنما يميلون لوجود روتين لليوم بأكمله، والأهم أنهم يلتزمون به مهما جرى، لتنظيم حياتهم وجعل وقتهم أكثر كفاءة.
-البدء بالمشاريع الصعبة أولًا: بدلاً من الهروب من المهمة الأصعب وتأجيلها لوقت آخر على مدار اليوم، يُفضِّل الناجحون البدء بأصعب مشاريعهم وتحدياتهم صباحًا، فمن جهة يُخفف عنهم ذلك الشعور بالقلق والتوتر على مدار اليوم ما أن ينتهوا من تلك المهمة الشاقة، ومن أخرى يجعلهم أكثر إنتاجية وحماسًا لاستكمال اليوم والالتزام بباقي الخطط المُوضوعة مُسبقًا.
–الخروج من “الكومفر ت زون”: بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين أو ممارسة العتاب وتضييع الوقت بالندم، لا يجد الناجحون غضاضة في قبول الفشل والبدء من جديد، فهم يؤمنون أن الأخطاء وسيلة مشروعة للتَعَلُّم، ومن ثَمَّ المضي قدمًا، وأن أي مشكلة مهما بدت مستحيلة لا بد أن يكون لها حَل، لذا ليس غريبًا أن يكون معظم الناجحين مُحبين للتحدّيات والخروج من “الكومفرت-زون”، بجانب تَمَتّعهم بالقدرة على مواجهة المواقف المتوقعة وغير المتوقعة بشجاعة، بل والأكثر دعوة للدهشة أنهم يُفضِّلون المجازفة عن مُلازمة مناطق نجاحهم الآمنة، فذلك يُتيح لهم خَوض تجارب جديدة والوصول إلى ذروة أدائهم، في ظل إصرارهم على تقديم أفضل ما لديهم.
-وقت بلا شاشات: الالتصاق الدائم بالهاتف أمر بغيض، على خلاف ما يبدو، فهو ليس فقط يُشتت المرء ويستنفد وقته ويُلهيه عن الأشياء الأكثر أهمية أو أولوية بيومه، وإنما يؤثر أيضًا على صحته العقلية والإنتاجية، وقد يُضعف كذلك روابطه الاجتماعية والأسرية بمن حوله على أرض الواقع، الشيء نفسه قد ينطبق على العمل الذي إذا ما ترك المرء نفسه له سيستهلكله بالكامل ويبتلعه إلى ما لا نهاية.
إن تبني بعض من هذه العادات في حياتك اليومية يمكن أن يسهم في تحقيق النجاح والازدهار، ولكن يجب أن نتذكر أن النجاح يعتمد أيضًا على