تمكين المرأة في العمل يعتبر من أهم العوامل التي تساهم في تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي في المجتمعات الحديثة، على الرغم من التقدم الذي تحقق في السنوات الأخيرة، لا تزال هناك العديد من التحديات التي تواجه المرأة في مكان العمل، من بينها التمييز، الفجوات في الأجور، وقلة الفرص القيادية، لكن من خلال اتخاذ خطوات استراتيجية، يمكن فتح الفرص أمام المرأة للمساهمة بشكل أكبر في مجالات العمل المختلفة، وفي هذا المقال، سنتناول أربع خطوات أساسية يمكن أن تساهم في تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها الفعالة والمستدامة في بيئة العمل.
- التغلب على التحيزات الجنسانية
على الرغم من التقدم الذي أحرزته النساء في المناصب القيادية، إلا أنهن ما زلن يواجهن العديد من الحواجز النظامية التي تمنعهن من التقدم بنفس سرعة الرجال، يعد التحيز الجنسي، سواء كان متعمدًا أو غير متعمد، من أبرز هذه التحديات.
أظهرت الدراسات، مثل تلك التي أعدتها شركة ماكينزي، أن النساء يُحكَم عليهن بشكل أكثر قسوة عند اتخاذ قرارات حاسمة أو التصرف بحسم، وهي صفات تُشاد بها عند الرجال، لمواجهة هذه التحديات، يجب على الشركات تبني سياسات واضحة لمكافحة هذه التحيزات.
من بين الحلول الفعالة:
- التدريب على التحيز: استثمار الشركات في تدريب الموظفين على التعرف على التحيزات غير الواعية يمكن أن يساعد في خلق بيئة عمل أكثر عدلاً.
- السياسات الموجهة نحو المساواة: وضع سياسات شفافة مثل المبادرات الخاصة بالمساواة في الأجور، وتعزيز التنوع في التوظيف.
- الذكاء العاطفي: تطوير الذكاء العاطفي داخل الشركات يمكن أن يعزز قدرة القادة على التعامل مع التحديات بفعالية ومرونة.
- ربط النساء بالمرشدين والنماذج القيادية
المرشدين والنماذج القيادية لهم دور حيوي في تمكين النساء للوصول إلى المناصب العليا، تشير الدراسات إلى أن النساء اللاتي يمتلكن مرشدين قويين، سواء من النساء أو الرجال، يحققن فرصًا أكبر للوصول إلى المناصب القيادية.
المرشدون يقدمون العديد من الفوائد:
- التوجيه المهني: يساعد المرشدون النساء على التكيف مع بيئة العمل وفهم سبل التغلب على العوائق.
- بناء الثقة: المرشدين يعززون ثقة النساء في أنفسهن، مما يساعدهن على اتخاذ قرارات أكثر جرأة.
- توسيع الشبكات: من خلال المرشدين، تتاح للنساء الفرصة للانضمام إلى شبكات مهنية تسهم في نموهن المهني.
العديد من القياديات مثل “شيريل ساندبرغ” و”أورسولا بيرنز” قد كن مثالًا في كيفية الاستفادة من الإرشاد في بناء مسيرة مهنية ناجحة.
- تقديم برامج لتطوير القيادة للنساء
تعد برامج تطوير القيادة من العوامل الأساسية التي تساعد النساء على النجاح في الأدوار القيادية، وعلى الرغم من أن التعليم الرسمي له دور، فإن الخبرات العملية، وورش العمل، وفرص التطوير المهني تعتبر أيضًا أساسية.
الشركات التي تستثمر في برامج لتطوير المهارات القيادية للنساء تستفيد بشكل كبير، هذه البرامج تمنح النساء الأدوات اللازمة لتعزيز مهاراتهن في اتخاذ القرارات، والتفكير الاستراتيجي، والمرونة.
من خلال برامج مثل تلك التي تقدمها IMD، يتمكن القادة من تطوير مهاراتهم الشخصية من خلال التدريب المستمر والدعم الذي يعزز ثقتهم ويعدهم لتولي أدوار أكبر في القيادة.
- تعزيز التوازن بين العمل والحياة ورفاهية القائدات
إيجاد توازن بين الحياة المهنية والشخصية يعد تحديًا كبيرًا للنساء في المناصب القيادية، خاصةً لمن يحملن مسؤوليات عائلية، لذلك يجب على الشركات تبني سياسات تتيح لهن التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
من السياسات التي يمكن أن تدعم ذلك:
- العمل المرن: تقديم خيارات للعمل عن بُعد أو ساعات مرنة.
- الإجازات المدفوعة للأبوة والأمومة: توفير إجازات كافية للوالدين للمساعدة في رعاية الأطفال.
- خدمات رعاية الأطفال: تيسير الوصول إلى خدمات رعاية الأطفال يسهم في تحسين بيئة العمل للنساء.
شركات مثل “يونيليفر” تعتبر مثالًا رائدًا في تطبيق سياسات تدعم رفاهية الموظفين، مما يساعد في الاحتفاظ بالمواهب النسائية.
شاهد أيضاً:
كيفية بناء ولاء العملاء في 7 خطوات
7 نصائح لزيادة إنتاجية العمل في عام 2024
5 طرق لتحسين إنتاجيتك في العمل