عندما يتحدث رائد الأعمال الناجح، ينبغي علينا أن نستمع بانتباه، فهو يمتلك تجربة حقيقية وقيمة لا تقدر بثمن. الحكمة التي يقدمها تعكس سنوات من العمل الشاق والتعلم المستمر، وتضعنا على الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافنا وتحقيق النجاح. لذا، لنستفد من تلك النصائح ونطبقها في حياتنا بحكمة وتفانٍ، فقد تكون مفتاحًا لتحقيق أحلامنا وبناء مستقبل مشرق.
إليكم بعض النصائح التي يقدمها رائد أعمال ناجح لمن هم في سن الثلاثين، مدركًا أنه كان من الممكن أن يعيش تجربة حياتية أفضل لو أدرك هذه الحقائق في عقده العشرينات.
10 نصائح يقدمها لك رائد أعمال ناجح تغيّر رؤيتك عن الحياة:
- تقبّل نفسك رغماً عن أنف الجميع
أولاً وقبل كل شيء، قبل نفسك كما هي، رغم ما قد تظنه عيوبًا فيك، سواء كان ذلك في شكلك، وزنك، أو حتى شعورك بالكسل والتسويف. تعلم أن تحب نفسك بغض النظر عن ما يقال عنك أو عما تشعر به. هذا لا يعني أن تتوقف عن السعي للتطور وتحسين نفسك، ولكن الهدف هو النمو والتحسن بدافع من الحب للذات، ليس من كراهية لها. استثمر في رعاية نفسك وتطويرها بدافع من الحب، فهذا أفضل ما يمكنك فعله لقلبك وعقلك.
- اعرف من أنت بعيدًا عن تصورات الآخرين
يُقال دائمًا إنك تعرف نفسك بشكلٍ جيد بما يكفي، بعيدًا عن تصورات الآخرين. الناس قد يعتبرونك غير نحيف بما فيه الكفاية، أو أن أسنانك ليست بيضاء بشكلٍ كافٍ، أو أن دخلك غير كافٍ، أو حتى أن مهنتك غير مرموقة. يمكن أن تأتي هذه الانطباعات من الأقارب أو الأشخاص المقربين، وقد تؤثر فيك بشكلٍ كبير.
لكن في النهاية، يجب عليك الوقوف والتفكير في من أنت فعلًا. هل أنت فعلاً بدين؟ هل تحتاج حقاً إلى تحسين وضعك المالي؟ هل أنت حقاً غير سعيد؟ الإجابة على هذه الأسئلة ينبغي أن تأتي من داخلك، لا من خلال تصورات الآخرين. فتحويل الانتباه نحو الداخل، وفهم من تكون على حقيقتك، هو المفتاح للعيش حياة مليئة بالنجاح والسعادة، بعيدًا عن تأثيرات الآخرين.
- تعلم أن تتقبل الرفض بلباقة
تعلّم كيف تتقبل الرفض بلباقة، سواء كان ذلك في مواقف مختلفة مثل رفض مقابلة شخصية، أو تلقي انتقادات على عملك، أو رفض مساعدة من الآخرين، أو حتى رفض تمويل لمشروعك.
الرفض قد يكون مؤلمًا، ولكن عندما يحدث، عليك أن تعترف بالخسارة وتواصل حياتك. لا تهدر طاقتك أو كرامتك في محاولة إهانة الشخص الذي رفضك، فذلك لن يغير الوضع وقد يجعلك تبدو كأنك أحمق. بدلاً من ذلك، استخدم تجربة الرفض كفرصة للنمو والتعلم، واستمر في سعيك نحو أهدافك بإيمان وثقة.
- لا تتوقع أن تأتيك الفرصة إلى باب بيتك
لا تنتظر أن تأتيك الفرصة مباشرة إلى باب بيتك، فالحياة ليست مثل طلب بيتزا من مطعم معين. لن يظهر الصديق المثالي أو فرصة العمل المثالية عند عتبة منزلك ببساطة. إذا كنت تبحث عن الفرصة المثالية، فعليك العمل بجد والتعبير عن اهتمامك والبحث عنها بنشاط، لا تستسلم لليأس والجلوس في المنزل يتساءل عن سبب عدم ظهور الفرص، بل قم بالعمل الجاد والتكافح. إذا كنت لا تتحرك وتعمل بجد، فلن تصل أبدًا إلى هدفك المنشود.
- تعلم أن تجادل دون قتال
تعلم كيف تجادل دون أن تتورط في قتال. لا تحتاج إلى هدم أفكار الآخرين أو إهانتهم عندما تختلف معهم، بل تعلم كيف تناقش بفكر واضح وبهدوء، بهدف التعلم وليس التفوق. النقاش الراقي يفيد الجميع حتى لو كان الفرد الذي يحمل الفكرة الصحيحة، وإذا وجدت نفسك في جدال لا طائل منه، فافهم متى تنسحب. البقاء في الجدال دون فائدة سيجعلك تبدو مهزومًا وسيضيع طاقتك، فاعلم متى تنسحب وتحافظ على كرامتك وشأنك.
- استوعب كم قصيرة هي الحياة
استوعب كم قصيرة هي الحياة. عندما فقدت والدي في أوائل الخمسينيات من عمره، كانت لديه أحلام وطموحات في مجال الموسيقى، لكنه رحل قبل أن يحققها. هذه الفكرة تذكرني دائمًا بأهمية استغلال الوقت بشكل صحيح.
فعندما أضيع الوقت في أمور لا جدوى منها، كأن أتصفح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، أشعر أنني أضيع عمري بأكمله. الحياة قصيرة جدًا، ولا يعلم أحد متى سيأتي الرحيل. لذا، يجب علي أن أتحرك وأبدأ في تحقيق أحلامي وطموحاتي قبل أن يفوت الأوان.
كنت أتمنى أن أفهم هذا في بداية العشرينيات، لكني أضعت الكثير من الوقت بسبب الشعور بأن لدي وقتًا كافيًا. لذا، أنصحك أنت أيضًا بأن تدرك أن الوقت ليس كما تتصور، وأن تبدأ في التحرك وتحقيق أحلامك قبل أن يكون الأمر متأخرًا، خاصةً قبل سن الثلاثين.
- هذا لا يعني ان تعيش حياة الآخرين !
تذكر أن الحياة لا تعني بالضرورة محاكاة حياة الآخرين. لقد قلت من قبل “لا يوجد تاريخ انتهاء صلاحية للسعادة”. لا تفكر في أنه فاتك كل شيء إذا بدأ الآخرون في تحقيق أهدافهم وحققوا إنجازات كبيرة.
إذا كانت لديك فرصة لتعيش حتى عمر 100 عام، فلا تزال بإمكانك بدء مسار جديد في الثلاثينيات من عمرك والعمل عليه لمدة 30-40 سنة أخرى. لا تزال بإمكانك أن تجد الحب وتتزوج، وتتابع أحلامك.
لا تدع المجتمع يحدد لك كيف يجب أن تكون حياتك. لا توجد قوانين ثابتة لكيفية عيش الحياة، أنت من يحدد قوانينك. لذا، حدد ما تريد القيام به وابدأ في تحقيقه بدلاً من الالتزام بالتوقيتات الاجتماعية المفروضة عليك. اذهب لتحقيق أحلامك وتحقيق سعادتك.
- افهم ان العالم مختلف
انتبه جيدًا، لا يجب أن تأتي هذه النصيحة لك لأول مرة عند بلوغك سن الثلاثين. يجب أن تكون على دراية بها جيدًا منذ البداية. عليك أن تدرك أن العالم متنوع، وأن الناس يختلفون بشكل كبير. إذا كنت تخطط لحياة تتميز بالتنوع والاختلاف، فعليك أن تتعلم كيف تتعامل مع أشخاص مختلفين عنك ثقافيًا وفكريًا.
ستكتشف أن الحياة مليئة بأفكار ومشاريع واهتمامات وهويات مختلفة عنك. يجب أن تتقبل وجود هذا التنوع حتى لو كنت تعتقد أنك الأفضل. التقبل والاحترام للتنوع لا يعني التخلي عن هويتك وفكرك، بل يعني قدرتك على التعايش مع الآخرين بسلام واحترام متبادل.
- عش في مكان مختلف تمامًا عن المكان الذي نشأت فيه
اعش في مكان مختلف تمامًا عن محيطك الاعتيادي على الأقل لفترة قصيرة. خذ استراحة من الراحة والوضع المألوف واحتضان الجديد. عندما قررت الانتقال من السهول إلى الجبال، اكتشفت جزءًا جديدًا من ذاتي وأهدافًا جديدة لم أكن أعرفها.
على سبيل المثال، لم أكن أتخيل أبدًا أنني سأستمتع بالمشي خلف الشلالات أو الانطلاق في رحلات طويلة عبر درب الأبالاش. ولكن عندما وصلت إلى هذا المكان، أدركت أن هناك عالمًا كاملًا من الأشياء التي أردت تجربتها وتحقيقها، ولكني لم أكن أعلم بوجودها ولم أخطط لها من قبل.
- خذ وقتك في التصرف كطفل
استمتع بالحياة وتصرف كطفل من وقت لآخر. هل تتذكر كيف كنت تمد ذراعيك على نطاق واسع وتدور في دوائر حتى تشعر بالدوار؟ أو كيف كنت تنزلق على التلال الناعمة من العشب الأخضر؟ أو كيف كنت تصطاد الصراصير بيديك العارية؟ هذه التجارب البسيطة تجعل الحياة سحرية.
لا تفقد هذه الروح، فهذه التجارب البسيطة تجلب السعادة والبهجة. في العشرينات من العمر، قد يبدو كل شيء بالغ الجدية، ولكن لا تدع ذلك يحجب عنك متعة الحياة وسحرها. استمتع باللحظات الصغيرة ولا تضعف الروح الطفولية داخلك، حتى وأنت في طريقك لتحقيق أهدافك وتحقيق النجاح في الحياة.
شاهد أيضاً:
ما هي أهداف ريادة الأعمال؟
أفضل 4 كتب في مجال التسويق وريادة الأعمال
أخطاء في ريادة الأعمال: دروس قيمة لتجنب العودة إلى الصفر