في مشهد متسارع التغيّر يشهده عالم الأعمال والاتصال المؤسسي، تظهر أسماء تفرض حضورها ليس فقط بالكفاءة، بل بالرؤية المتجددة والقدرة على التأثير العميق، إحدى تلك الشخصيات البارزة هي إيمان بنت عبد الله الصعيدي، التي استطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا متقدماً في صفوف القيادات النسائية السعودية من خلال مسيرة مهنية تميزت بالتنوع والتطور المستمر.
إيمان الصعيدي ليست مجرّد شخصية تنفيذية تشغل مناصب رفيعة، بل هي عقل استراتيجي يُتقن فن البناء المؤسسي، من منصبها الحالي كنائب رئيس قطاع التواصل المؤسسي في شركة زين السعودية، تقود الصعيدي جهودًا متكاملة لصياغة صورة ذهنية قوية للشركة، وتعزيز تأثيرها المجتمعي، وتفعيل خطط الاستدامة بمفهومها الواسع.
لكن رحلتها لم تبدأ من القمة، بل تدرجت عبر مواقع مؤثرة، بدءًا من إدارة العلاقات العامة في مجموعات وطنية، مثل مجموعة حوار ومجموعة الفدا، مرورًا بإدارة العلامة التجارية في شركة ساك موترز، وصولًا إلى المناصب القيادية العليا في “زين”، حيث تركت بصمة واضحة في كل محطة.
أبرز ما يميز إيمان الصعيدي هو قدرتها على الجمع بين الحس الإبداعي والإدارة الدقيقة. ففي الوقت الذي تعمل فيه على تطوير صورة الشركة، لم تهمل جانب الاستدامة، فساهمت في رفع تصنيف زين ضمن مؤشر MSCI ESG إلى (AA) — وهو أحد أعلى التصنيفات العالمية في هذا المجال. كما كانت وراء حصول الشركة على جائزة المسؤولية الاجتماعية الذهبية، تقديرًا لجهودها في دعم المجتمع المحلي وتعزيز ثقافة العطاء المؤسسي.
كما قادت حملات إعلامية ناجحة في قطاعات متعددة، وأثبتت قدرة على التأثير في توجهات الرأي العام من خلال أدوات العلاقات العامة والمنصات الرقمية، ما جعلها مرجعًا في الاتصال المؤسسي الحديث.
وراء هذه النجاحات، تقف قاعدة أكاديمية صلبة. حصلت الصعيدي على بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم واصلت تطوير نفسها بشهادات تخصصية من جامعات ومؤسسات عالمية، منها جامعة هارفارد بشهادة في التغيير الثقافي، وشهادة في التسويق من معهد القيادة والإدارة في المملكة المتحدة. هذا التنوّع الأكاديمي منحها بُعدًا عالميًا ورؤية استراتيجية تواكب تطلعات المستقبل.
ليست مجرد سيدة سعودية ناجحة، بل نموذج للمرأة التي ترسم طريقها بثقة، وتؤمن بأن القيادة ليست مجرد موقع بل تأثير. تمضي الصعيدي في مسيرتها المهنية مدفوعة بإيمان عميق بقدرة المرأة السعودية على الوصول للعالمية، وعلى إحداث فارق حقيقي في بيئة العمل والمجتمع ككل.
من خلال تفانيها، وخبرتها، وتطلعاتها، تُجسّد إيمان الصعيدي الطموح السعودي المتجدد، وتبقى واحدة من الشخصيات التي يستحق أن تُروى قصتها.
شاهد أيضاً:
الرواد العشرة الأبرز في عالم الأعمال لعام 2025
“تفوق في عالم الأعمال: نصائح مبتكرة لتحقيق النجاح”
كتب لا غنى عنها لفهم عالم إدارة الأعمال