تاريخ سوريا يروي قصةً معقدة من التباينات، حيث كانت البلاد في الفترة قبل أحداث 2011 تشهد وجودًا لعدد من أثرياء رجال الأعمال والتجار من مختلف أنحاء العالم. يمكن تفسير هذا الظاهرة بفضل الوضع الاقتصادي المريح الذي كانت تعيشه سوريا في تلك الفترة، حيث كانت تتمتع بحركة تجارية نشطة واقتصاد حيوي.
وقبل الأحداث التي بدأت في عام 2011، كانت سوريا تحتضن بيئة اقتصادية نسبياً مستقرة، وكان لديها تاريخ طويل من التجارة والتبادل الاقتصادي، كان هناك ازدهار في بعض القطاعات مثل التصنيع والزراعة والسياحة، الأمر الذي أثّر بشكل إيجابي على مواطني البلاد وأدى إلى تحسن أوضاعهم الاقتصادية.
ومن خلال هذا النشاط الاقتصادي القوي، جذبت سوريا استثمارات من رجال الأعمال والتجار العالميين، الذين وجدوا في هذه الأرض فرصًا للأعمال والاستثمار، وقد تركت هذه الظروف الاقتصادية الإيجابية بصمتها على المجتمع بأكمله، حيث كان هناك وجود لفئة من الأثرياء ورجال الأعمال الذين استفادوا من هذا الوضع.
لكن مع بداية الأحداث السياسية والاقتصادية في عام 2011، تغيرت هذه الوضعية بشكل كبير، اندلعت النزاعات، مما أدى إلى تدهور الاقتصاد وتراجع الاستثمارات، وترك ذلك أثرًا سلبيًا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في سوريا.
تعرف إلى أغنى أربعة رجال أعمال سوريين:
1-يوسف صفرا
الرجل اللبناني ذو الجذور السورية، والذي اجتاز طريقًا حافلاً منذ ولادته في بيروت في الأول من سبتمبر 1938 وحتى رحيله في ساو باولو في 10 ديسمبر 2020، كانت حياته مليئة بالإنجازات كمصرفي ورجل أعمال، وترك وراءه إرثًا يمتد عبر الحدود.
نشأ يوسف صفرا في عائلة يهودية شرقية في بيروت، حيث كان التاسع والأصغر في العائلة، ويعود نسبه العائلية إلى مدينة حلب في سوريا، وأسس والده مصرف يعقوب صفرا في بيروت، وتطوّرت أعمال العائلة بشكل كبير في زمن الدولة العثمانية من خلال المعاملات المصرفية وتمويل تجارة القوافل بين مدن عدة.
استمرت العائلة في تطوير أعمالها في ميلانو ومن ثم في البرازيل، وأسس يوسف صفرا إمبراطوريته المصرفية والاستثمارية في البرازيل تحت اسم “مجموعة صفرا”، وكان رئيسًا لجميع شركاته، بما في ذلك مصرف صفرا نيويورك الوطني ومصرف صفرا في ساو باولو، الذي كان مقرًا له.
وفي أغسطس 2020، كان يوسف صفرا يحتل المركز 52 في قائمة أثرياء العالم، وكان أغنى شخص في البرازيل.
2-محمد الطراد
يمثل محمد الطراد، الرجل الأعمال والملياردير الفرنسي من أصل سوري، رمزًا للنجاح والتفوق الذي ينطلق من خلفيته البسيطة إلى عالم الأعمال الدولي، وُلد في سوريا في محافظة الرقة، في قرية الجبلي، ويعود نسبه إلى إحدى أكبر العشائر في المنطقة.
ورغم الصعوبات المالية وقلة الفرص التي واجهها في طفولته، إلا أنه اختار الدراسة ونجح في تحقيق تفوقه في مدينة الرقة، وحصل على شهادة الثانوية العامة، وسعى لتحقيق أحلامه بمتابعة دراسته في فرنسا، حيث حصل على عدة درجات في مجال علوم الكمبيوتر.
عمل في وظائف هندسية في شركات كبيرة مثل ألكاتل-لوسنت وتومسون، وبعد ذلك عمل لفترة في شركة أدنوك في أبوظبي، وفي عام 1985، قرر تأسيس شركته الخاصة في فرنسا، حيث اشترى عدة مؤسسات صغيرة ومتوسطة متخصصة في مجال التكنولوجيا.
وبتفوقه وجهوده، أصبحت مجموعة الطراد العالمية واحدة من الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا، وتوسع نطاق عملها إلى 14 بلدًا. يُحكى أن ثروته تُقدر بحوالي 3.4 مليار دولار أمريكي. يعد محمد الطراد ليس فقط رجل أعمال ناجحًا، بل أيضًا شخصًا ملهمًا يمثل قصة نجاح حقيقية من الصعوبات إلى الريادة.
شاهد أيضاً: لأصحاب المشروعات الصغيرة … أخطاء تعرضك للخسارة والفشل
3-ميشال شلهوب
كان ميشال شلهوب، الملياردير الفرنسي ذو الأصول السورية، رمزًا للنجاح والتألق في عالم الأعمال، وُلد في دمشق، سوريا، في 9 أكتوبر 1931، حيث بدأت رحلته الرائعة في مجال الأعمال.
وبدأ ميشال ووداد شلهوب عطاءهما في دمشق عام 1955، ولكن بسبب التحولات السياسية والاقتصادية، اضطروا للانتقال إلى بيروت وبعد ذلك إلى الكويت، وهناك، ازدهرت مجموعة شلهوب وانضم أبناؤهم إليهم، حيث تمكنوا من السيطرة على جزء كبير من سوق المنطقة في السلع الكمالية.
انتقل ميشال شلهوب إلى فرنسا في عام 1990 بسبب الأحداث الجيوسياسية، وهناك استمر في بناء إمبراطوريته الاقتصادية، ثروته قدرت في عام 2015 بحوالي 2.2 مليار دولار، وعند وفاته في يوليو 2021، كانت قيمتها تقدر بنحو 1.1 مليار دولار.
استمر أبناؤه أنتوني وباتريك في إدارة مجموعة شلهوب بعد وفاة والدهما، وبات باتريك الرئيس التنفيذي الوحيد بعد وفاة أنتوني.
4-حمد غسان عبود
الرجل الأعمال والناشط الخيري السوري المقيم في دبي، هو شخصية بارزة في عالم الأعمال العربي، وُلد عبود في إدلب، سوريا، في 4 أغسطس 1967، ويحمل أيضاً الجنسية البلجيكية، وحازت جهوده على تقدير واعتراف، حيث تم تضمينه في قائمة أفضل خمسين مقيمًا من ذوي التأثير في الإمارات العربية المتحدة من قبل مجلة فوربس ميدل إيست في عام 2018.
بدأ محمد غسان عبود مشواره المهني في علاقات العمل العامة قبل أن يؤسس مجموعة غسان عبود في عام 1994، بدأت المجموعة نشاطها في تجارة السيارات الجديدة وقطع الغيار، ومع مرور الوقت، تطورت لتصبح مجموعة متنوعة مع مشروعات في عدة قطاعات اقتصادية، وتشمل أنشطتها مجالات مثل السيارات واللوجستيات والإعلام والضيافة والعقارات والتجزئة وخدمات توريد الطعام.
ويمتلك غسان عبود مجموعة (GAG) هي تجمع شركات دولية تعمل في مختلف الصناعات وتمتد نشاطاتها في مواقع عدة، بما في ذلك أستراليا وبلجيكا والصين والأردن وتركيا. وتتنوع أعمالها بين تجارة السيارات واللوجستيات والإعلام والضيافة والعقارات والبيع بالتجزئة، وتعتبر من الشركات الرائدة في هذه القطاعات.
بالإضافة إلى أعماله في مجموعة غسان عبود، يشارك حمد غسان عبود في مجموعة كريستال بروك، وهي شركة إدارة ضيافة داخلية. تأسست المجموعة عام 2016 وقد قامت بالاستثمار في الضيافة في أستراليا من خلال الاستحواذ على عقارات فندقية. وفي 2018، اعتبرت مجموعة كريستال بروك كمستثمر دولي رائد في مجال الضيافة.
غسان عبود أيضاً يمتلك شركة “لايف بوينت للإنتاج الفني” التي تنتج برامج إعلامية متنوعة من الأخبار إلى البرامج الترفيهية، وتقوم بتوفير خدمات إنتاجية وتوزيعية في مناطق متعددة.
شاهد أيضاً
شركة “تابي” تحصل على تسهيلات إئتمانية حتى 700 مليون دولار
ما هو الامتياز التجاري؟
أفضل مواقع الذكاء الصناعي 2024
رائد أعمال يبلغ 55 عام يُحقق 20 ألف دولار شهريًا من موقع ETSY