يرتبط مفهوم النجاح في المسار الوظيفي بقدرة الشخص على قياس إنجازاته في حياته المهنية، ويتعلق بتحقيق الأهداف التي يضعها الشخص لنفسه في أي منصب وظيفي يشغله، ويمكن أن يميز الشخص نفسه عن غيره في بيئة العمل من خلال نجاحه في أداء مهامه والوصول إلى مراتب عليا، ويشير هذا النجاح يشير إلى مدى اجتهاد وتفاني الفرد في تحقيق أهدافه المهنية.
و يتطلب النجاح الوظيفي وجود عدة صفات أساسية في الشخص، من بين هذه الصفات الصبر، والأمانة، والالتزام بأداء واجباته المهنية، والقدرة على التغلب على الصعوبات التي تعترض طريقه خلال مسيرته في العمل، ويجب أن يكون الشخص قادرًا على الفصل بين مشاعره والقرارات التي يتخذها، مع التركيز دائمًا على مصلحة العمل والسعي نحو تحقيق الأهداف المرسومة.
شروط النجاح الوظيفي:
1- معرفة الذات: لنجاح الموظف في عمله، يجب عليه أولاً أن يكون على دراية جيدة بمهاراته وقدراته. يجب أن يعرف نفسه جيدًا وأن يكون واثقًا من قدراته. هذا الوعي بالذات يساعد الموظف على تطوير نفسه واكتساب مهارات جديدة، مما يساعده في تحقيق التقدم المستدام في مساره المهني.
2- الالتزام بآداب العمل: الالتزام بالسلوك المهني والأخلاقي يعد شرطًا أساسيًا لتحقيق النجاح في العمل. يمكن للأفراد الذين يتمتعون بالاحترام والمرونة والذكاء العاطفي والردود المدروسة أن يكون لديهم فرص أكبر للنجاح المهني.
3- التخطيط للمسار الوظيفي: يجب على الأفراد وضع خطة واضحة لمسارهم المهني منذ البداية. التخطيط الجيد يساعد في تحديد الأهداف المستقبلية والبقاء على المسار المحدد دون الانحراف عنه.
4- الإصرار والمثابرة: تجنب الاستسلام والملل أمام التحديات وفشل الفرص والاضطرار إلى الرجوع خطوة للوراء هو شرط أساسي لتحقيق النجاح الوظيفي. يتطلب النجاح أيضًا القدرة على التعامل مع ضغط العمل والتوتر والمهام المتعددة.
5- معرفة الذات تعد :جوهرية للنجاح في العمل، ويجب على الموظفين أن يكونوا على دراية بمهاراتهم وقدراتهم، وأن يكونوا قادرين على تطوير أنفسهم بشكل مستمر من خلال اكتساب مهارات جديدة.
وهنا يأتي السؤال، هل يلعب الحظ دورًا في النجاح الوظيفي؟
يلعب الحظ دوراً كبيراً وغير معترف به في كثير من الأحيان في النجاح المهني، فقد يرتبط المظهر الجيد ارتباطًا مباشرًا بالحصول على أجور أعلى وفرصة أكبر للاستدعاء للمقابلة في عمليات التوظيف، وتؤثر عليها عدة عوامل أيضًا كالعرق، والجنس، والمهارات الشخصية ومهارات الإقناع خلال المقابلة، ويساعد وجود أشخاص مقربين في داخل الشركة في الحصول بنسبة أكبر على الوظيفة، وقد يمتد الموضوع لأكثر من ذلك، فقد وجدت دراسة نشرها “تشي جي” خريج كلية فاسار، “وستيفن وو” خريج كلية هاملتون في عام 2022، تقول ” الاقتصاديين ذوي الأسماء التي يصعب نطقها، بما في ذلك المنتمين إلى المجموعات العرقية، كانوا أقل عرضة لتعيينهم في وظائف أكاديمية أو الحصول على مناصب ثابتة” وهذا يعكس مدى تأثير الحظ الجيّد للأسماء في النجاح الوظيفي.
ولكن، لا يكن أن نعتبر الحظ إلا أنه نقطة التقاء العمل الجادّ والتطوير المستمر مع توافر الفرص الجيدة، وعلى الرغم من أن الحظ يساعد صاحبه في بعض الأحيان في الوصول إلى مناصب وظيفية عليا، إلا أن الاستمرار والسعي وبذل مجهود أكبر في العمل، هو ما يعطي الشخص قيمة للحياة، ويعلّمه دروسًا يستفيد منها لمراحل متقدمة ومحطات الحياة المختلفة.