في السنوات الأخيرة، ازداد الإقبال على تأسيس المشاريع بشكل لافت؛ فبين عامي 2020 و2021 فقط، تم إطلاق أكثر من 838 ألف شركة جديدة في الولايات المتحدة، ورغم أن ريادة الأعمال تمنح أصحابها الحرية في إدارة وقتهم، ومكان عملهم، ومتعة بناء شيء خاص بهم من الصفر، إلا أنها ليست طريقًا مضمون النتائج، فالإحصاءات تشير إلى أن نصف الشركات الناشئة تفشل خلال أول خمس سنوات.
ورغم وجود نماذج ملهمة مثل ستيف جوبز وبيل غيتس وأوبرا وينفري، يؤكد الخبراء أن رائد الأعمال الناجح لا ينتمي لقالب واحد محدد، بل قد يأتي من خلفيات مختلفة، تجمع بينهم سمات محورية مثل: الفضول، والمرونة، والقدرة على اتخاذ القرار، وروح الابتكار.
لكن قبل أن تقفز إلى عالم الشركات الناشئة، من المهم أن تتوقف قليلًا وتسأل نفسك هذه الأسئلة الستة المصيرية.
6 أسئلة قبل أن تتجه إلى ريادة الأعمال

1. هل هذا هو الوقت المناسب لبدء مشروع؟
قد تمتلك فكرة ممتازة، لكن توقيت تنفيذها هو ما يحدد نجاحها أو فشلها. اسأل نفسك:
- هل وضعي العائلي يسمح بالتركيز الكافي؟
- هل وضعي المالي يدعم مرحلة بناء المشروع؟
- هل صحتي الجسدية والنفسية مناسبة لهذا الضغط؟
وألقِ نظرة على السوق أيضًا:
هل فكرتك تلبي احتياجًا حقيقيًا الآن؟
فمثلًا، أثناء جائحة كورونا ظهر طلب كبير على أدوات الوقاية في أماكن العمل… ذلك كان توقيتًا ذهبيًا لمن قرر استغلاله.
2. هل لديك فكرة واضحة… وهل هي فرصة حقيقية؟
لكي تبدأ، يجب أن تعرف ما الذي ستبيعه، وما المشكلة التي سيحلها منتجك أو خدمتك.
يمكنك البدء بطرح أسئلة بسيطة مثل:
- لماذا يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لفعل _____؟
- لماذا يكلف _____ الكثير؟
- هل يمكن تقديم _____ بطريقة أفضل؟
لا تحتاج لاختراع منتج جديد كليًا؛ المهم أن تلبي حاجة لم تُشبع بعد.
تمامًا مثل “أوبر” التي لم تخترع النقل، لكنها قدمته بطريقة مختلفة.
بعد تحديد الفكرة، اسأل نفسك:
هل الناس مستعدون للدفع مقابل هذا الحل؟
ضع فرضية، ثم اختبرها عبر بحث السوق مع أشخاص غرباء—not أصدقاء أو أقارب—للحصول على رأي غير متحيز.
3. هل أنت مستعد للتغيير والمرونة؟
ريادة الأعمال ليست طريقًا مستقيمًا.
ستغير خطتك مرارًا، وستعدل منتجك، وقد تضطر للتحول بالكامل.
تخيّل أن الناس غير مستعدين لدفع السعر الذي وضعته، لكنهم يقبلونه إذا كان المنتج بجودة أعلى أو أكثر سهولة في الاستخدام… هنا يأتي دور القدرة على التكيّف وإعادة صياغة الفكرة بما يتناسب مع توقعات العملاء.
المرونة ليست خيارًا، بل شرطٌ للنجاح.
4. هل لديك فريق قوي… أم القدرة على تكوينه؟
رائد الأعمال لا ينجح وحده. وكل قصة نجاح كبيرة خلفها فريق متكامل:
- شخص ذو رؤية
- وشريك عملي
- وخبير تقني
- ومستشارون يدعمون الرحلة
حتى “آبل” لم تكن نجاح ستيف جوبز وحده؛ فقد كان ستيف وزنياك العقل الهندسي، وجاء قادة آخرون ليشكلوا حجر الأساس لنمو الشركة.
اختر شركاء يشبهونك في الرؤية… ويكملونك في المهارات.
وكن مستعدًا للتعاون، التفويض، وطلب المساعدة.
5. هل أنت مستعد لتقبل احتمالية الفشل؟
تُظهر البيانات أن:
- 70% من الشركات تبقى لعامين
- 50% تبقى لخمسة أعوام
- 25% فقط تستمر لمدة 15 عامًا
الفشل احتمال وارد… وواقعي.
لذلك يجب أن تملك خطة بديلة في حال لم تسر الأمور كما توقعت.
وعيُك بهذا الاحتمال لا يقلل من طموحك، بل يجعلك أكثر صدقًا وواقعية.
6. لماذا تريد إطلاق مشروعك أصلًا؟
- هذا السؤال هو الأهم.
- هل تريد:
- تحقيق شغف؟
- الوصول للحرية المالية؟
- ترك بصمة في السوق؟
- الاستقلال عن الوظيفة التقليدية؟
دوّن دوافعك، وقارن بين المخاطر المحتملة والفوائد المتوقعة.
إذا وجدت أن مكاسب النجاح المحتملة تستحق المجازفة… فهذه إشارة واضحة أنك جاهز لبدء المشوار.
هل أنت مستعد لريادة الأعمال؟
الإجابة عن هذه الأسئلة تمنحك رؤية أوضح لما ينتظرك.
ريادة الأعمال طريق مليء بالتحديات، لكنه أيضًا مليء بالإنجازات لمن يستعد له بشكل صحيح.
امتلاك فكرة قوية، وفهم السوق، وبناء فريق داعم، واتخاذ قرارات مبنية على دراسة، كلها عناصر تزيد فرص نجاح مشروعك بشكل كبير.
وإن كنت تفكر في تحويل فكرتك إلى مشروع فعلي، فابدأ بالتعلم، اكتساب الخبرة، واستشارة من سبقوك في هذا المجال.
شاهد أيضاً:
10 أشياء لا يقولها الأشخاص الأذكياء عاطفياً
خطوات فعّالة للتخلص من السلبية وتحقيق حياة إيجابية
5 أشياء يجب أن تعرفها عن التأمين على الحياة
