في عالم الأعمال الحديث، لم تعد كفاءة المدير تُقاس فقط بقدرته على إدارة الأرقام أو تنفيذ الاستراتيجيات العليا، بل أصبحت تُقاس بقدرته على بناء فريق فعّال، وإلهام الأفراد، وتحقيق التفاعل الداخلي القادر على صنع الفارق الحقيقي في أداء المؤسسة.
وإذا كنت تطمح لأن تكون مديرًا رائعًا بحق، فاعلم أن المسألة ليست وصفة سحرية أو موهبة فطرية، بل هي مجموعة من السلوكيات والأنشطة المدروسة التي يمكن تعلّمها وتطبيقها.
لقد قامت مؤسسات رائدة حول العالم — مثل Gallup وGoogle وADP — بدراسات طويلة ومعمقة على آلاف المديرين والفرق العاملة، بهدف الوصول إلى ما يميز المدير الناجح عن غيره، والنتائج؟ مذهلة ومتواضعة في آنٍ معًا.
المدير الرائع لا يكون دائمًا الأذكى تقنيًا، ولا الأكثر صرامة، بل هو من يعرف كيف:
- يُشعر موظفيه بأنهم مقدَّرون.
- يمنحهم الحرية والمسؤولية في الوقت نفسه.
- يدفعهم لاستخدام نقاط قوتهم اليومية.
- يتحدث إليهم بصراحة، ويستمع إليهم بإنصات.
- يرشدهم نحو النمو والتطور، لا نحو الإرهاق والانطفاء.
ومع التحوّل الهائل في أنماط العمل — من المكاتب التقليدية إلى البيئات الهجينة والافتراضية — باتت مسؤولية المدير أعظم من أي وقت مضى. فالمدير اليوم لم يعد مجرد “رئيس عمل”، بل هو مدرّب، وناصح، وصانع بيئة، بل أحيانًا يكون الملجأ النفسي الوحيد في أيام التحدي.
وبينما يبدو هذا الدور معقّدًا، إلا أن تطبيق بعض الأنشطة المحددة — والتي أثبتت فعاليتها بالدليل والبيانات — يمكن أن يُحدث فارقًا جذريًا في مستوى قيادتك.
5 أنشطة محددة يجب عليك القيام بها لتصبح مديرًا رائعًا

المدير
النشاط الأول: تقييم ذاتك من خلال عيون فريقك
ابدأ بتطبيق اختبار بسيط ومباشر مأخوذ من Google، اجمع فريقك في اجتماع غير رسمي، ووزّع عليهم ورقة تحتوي على العبارات التسع التي تقيّم أداء المدير بشكل دقيق، مثل:
- “يقدّم لي مديري ملاحظات قابلة للتنفيذ.”
- “يُبقي مديري الفريق مركّزًا على النتائج.”
- “يُظهر مديري اهتمامًا بي كشخص.”
- اطلب منهم الإجابة بسرّية تامة (نعم – لا – محايد)، دون تفسير أو نقاش.
- بعد جمع الردود، احسب المتوسط لكل عبارة. ستتكوّن لديك خريطة واضحة توضح أين أنت قوي، وأين تحتاج إلى تحسين.
- هذا التمرين لا يمنحك فقط تغذية راجعة مباشرة، بل يرسل لفريقك أيضًا رسالة قوية: “أنا أريد أن أتطوّر لأجلكم.”
النشاط الثاني: مارس الاجتماعات الفردية 1:1… بوعي
الاجتماعات الفردية ليست مضيعة وقت، بل فرصة ذهبية لبناء علاقة ثقة، وفهم التحديات، وتقديم الدعم الحقيقي.
قبل كل لقاء، راجع قائمة Google أو عبارات Gallup، واسأل نفسك:
- هل سأمنح هذا الموظف فرصة للتحدث؟
- هل سأتطرق إلى تقدمه المهني؟
- هل سأقدم له تغذية راجعة بنّاءة؟
- اجعل هذه الاجتماعات أسبوعية إن أمكن. ومع الوقت، ستتحول من جلسة تقرير إلى جلسة نمو.
النشاط الثالث: طبّق عبارات Gallup Q12+ داخل فريقك
هذه العبارات — والتي طورتها شركة Gallup بعد تحليل مليون مقابلة — تغطّي كافة الجوانب التي تؤثر على تجربة الموظف: من وضوح التوقعات، وتقدير الجهد، إلى التطوير المهني والشعور بالانتماء.
لكن السر هنا أن معظم هذه الجوانب تقع تحت مسؤوليتك كمدير مباشر، لا تحت إدارة الموارد البشرية.
- اسأل نفسك كل شهر:
- هل يعرف كل فرد في فريقي ما هو متوقع منه؟
- متى آخر مرة قدّرت فيها أداء موظف بشكل شخصي؟
- هل أتيحت فرص تعلم ونمو في الشهر الماضي؟
- اجعل هذه العبارات دليلًا لإدارة التجربة اليومية داخل الفريق.
النشاط الرابع: استثمر في بناء الفريق (Team over Company)
وفقًا لكتاب “تسع أكاذيب عن العمل”، فإن “الفريق” هو العنصر الأساسي في تجربة الموظف — لا “المؤسسة”.
لهذا، ركّز على:
- تعزيز الثقة بين أفراد الفريق.
- بناء ثقافة مشاركة القيم والدعم المتبادل.
- الاحتفال بالإنجازات الجماعية.
- كلما شعر الموظف أنه جزء من “قبيلة مصغّرة”، كلما زاد التزامه وولاؤه، بغضّ النظر عن تحديات الشركة الكبرى.
النشاط الخامس: كن قائدًا ينمو مع فريقه
المدير الرائع لا يتوقف عن التعلم. فكل مرحلة نمو للفريق تتطلب نسخة مطوّرة منك كقائد.
خصص وقتًا لقراءة كتب مثل:
- “أولًا، اكسر جميع القواعد”
- “تسع أكاذيب عن العمل”
- “قواعد العمل – Insights from Google”
- طبّق ما تتعلمه تدريجيًا، وشارك الفريق بما تقرأه — فالقيادة بالقدوة هي أعظم أسلوب قيادة.
شاهد أيضاً:
أفضل 5 أمثلة لقادة أصحاب رؤية في مجال الأعمال
6 نصائح فعالة في مجال الأعمال لتحقيق النجاح وتحقيق أهدافك
كيف يفكر رجال الأعمال الناجحون؟ 5 أسرار تكشفها