لم يكن لاري إليسون، مؤسس شركة “أوراكل“، يحلم يومًا بالثراء، بل كان شغفه الحقيقي يكمن في الطبيعة والبحر والجبال، نشأ في أسرة كانت تراه طبيبًا ناجحًا، لكنه أدرك مبكرًا أن هذا الطريق لا يناسبه، فترك كلية الطب وانتقل من شيكاغو إلى بيركلي، حيث وقع في غرام وادي يوسمايت، عمل هناك كمرشد نهري ومتسلق جبال ومدافع عن البيئة، لكنه اضطر لاحقًا لتعلم البرمجة بدافع الحاجة إلى دخل ثابت، خصوصًا بعد ضغط زوجته التي لم تحتمل نمط حياته، لتقوم بطرده وطلب الطلاق، تلك اللحظة كانت نقطة التحول في حياته، حين فهم أن عليه أن يعيش بشروطه، لا بشروط الآخرين.

لاري إليسون
بعد الطلاق، عاش إليسون على متن قارب مع قطته، مكرسًا حياته للعمل كمبرمج لتغطية مصاريفه، انتقل لاحقًا إلى وادي السيليكون، حيث بدأت انطلاقته المهنية الفعلية، فعمل في شركات ناشئة وساهم في تطوير أسرع كمبيوتر في العالم، وبناء أنظمة ضخمة لتخزين البيانات باستخدام أحدث التقنيات آنذاك، ورغم هذا النجاح، لم يكن راضيًا، إذ بقي يبحث عن تحدٍ يرضي شغفه الداخلي ويدفعه نحو آفاق جديدة، حتى قرر تأسيس شركته الخاصة للبرمجيات وأطلق عليها اسم “أوراكل”.
أسس إليسون “أوراكل” بفكرة وُصفت حينها بالجنونية: بناء أول قاعدة بيانات علائقية ضخمة يمكنها العمل بسرعة وكفاءة، ورغم معارضة العديد من الخبراء الذين اعتقدوا أن الأداء سيكون بطيئًا، أصرّ إليسون على فكرته، ونجح في إثبات العكس، لقد آمن بأن الجرأة على مخالفة المألوف قد تكون بوابة لاكتشافات عظيمة، قائلاً: “عندما يخبرك الجميع بأنك مجنون، قد تكون على وشك تحقيق أهم ابتكار في حياتك”.
بحلول عام 2025، أصبحت “أوراكل” واحدة من أكبر الشركات العالمية بقيمة سوقية وصلت إلى 592 مليار دولار، وحققت إيرادات قياسية فاقت 54 مليار دولار، أما إليسون، الذي بدأ حياته من طموحات بسيطة وسعي دائم للحرية، فقد أصبح ثالث أغنى شخص في العالم بثروة تتجاوز 213 مليار دولار، قصة إليسون هي دليل حي على أن السعي وراء الشغف، لا المال، قد يقود في النهاية إلى نجاح يتجاوز كل التوقعات.
شاهد أيضاً:
الرواد العشرة الأبرز في عالم الأعمال لعام 2025
أفضل 10 شركات رائدة في قطاع تكنولوجيا المعلومات في الهند
10 رجال أعمال يجب متابعتهم في عام 2024