عندما يتحدث الناس عن العلماء الأكثر تأثيراً في التاريخ، يُذكَر غالباً أينشتاين وداروين وجاليليو ونيوتن. لكن القليل منهم يتحدث عن مدى تأثير أسلافهم: العلماء العرب الذين تقدموا في مجالات العلوم والتكنولوجيا بينما كانت أوروبا تعاني من فترة الانحدار الثقافي خلال العصور المظلمة (من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر).
غالباً ما يتم تجاهل نقل هذه المعرفة بسبب النزاعات مثل الحروب الصليبية. كما يوضح إحسان مسعود في كتابه “العلم والإسلام”، قد يكون العديد من علماء عصر النهضة قد قللوا من ذكر ارتباطهم بالشرق الأوسط أو حاولوا إخفاءه لأسباب سياسية ودينية.
أشهر 10 علماء عرب :
- الخوارزمي، عالم الرياضيات في بلاد فارس (780 – 850)
هل يمكنك تصور محاولة ضرب أو قسمة أرقام مكتوبة بالأرقام الرومانية؟ بفضل الخوارزمي، لم يعد ذلك ضروريًا. فقد قدم نظام الأرقام العشرية (0-9) الذي تطور من النظام الهندي، والذي أصبح معروفاً بالأرقام العربية. كما أدخل مفهوم الجبر، والذي أطلق عليه هذا الاسم، ووصف العمليات الحسابية اللازمة لحل المعادلات. كان الجبر في الأصل وسيلة لحل مسائل الميراث المعقدة في النظام الإسلامي، كما يوضح مسعود.
- جابر بن حيان، الخيميائي طوس، إيران (721 – 815)
جابر بن حيان هو رائد في مجال الكيمياء، وقدم العديد من الاكتشافات المهمة أثناء سعيه لاستخراج الذهب من المعادن الأخرى. اكتشف أحماضاً قوية مثل الكبريتيك والهيدروكلوريك والنيتريك، وعرّف “الماء الملكي” كمواد قادرة على إذابة الذهب. كما كان من أوائل من استخدموا التقطير في المختبر باستخدام الإنبيق، وهو جهاز تقليدي للتقطير.
- ابن النفيس، جراح دمشق، سوريا (1213 – 1288)
يُعرف ابن النفيس بلقب “أبو علم وظائف الأعضاء الدورة الدموية”، حيث كان أول من وصف الدورة الدموية الرئوية. فقد اكتشف أن الدم يدخل القلب من الأذين الأيمن، ثم يخرج عبر البطين الأيمن إلى الرئتين ليتم أكسجته، ليعود بعد ذلك عبر الأذين الأيسر إلى الجسم. قبل اكتشافه، كان يُعتقد أن الدم يتسرب عبر ثقوب بين حجرات القلب دون المرور عبر الرئتين.
- ابن سينا، باحث طبي من بخارى، أوزبكستان (980 – 1037)
قدم ابن سينا مساهمات بارزة في مجالات الفيزياء والبصريات والفلسفة والطب. كتب كتاب “القانون في الطب”، الذي ظل نصاً أساسياً لتدريس الطب في أوروبا حتى القرن السابع عشر. وقد حدد ابن سينا أن الخلايا العصبية مسؤولة عن نقل إشارات الألم، وقدم ملاحظات مفصلة حول ناقلات الأمراض مثل التربة والهواء واللمس والجنس، مما أثر بشكل كبير على تطور مهنة الطب.
- ناصر الدين الطوسي، عالم فلك ورياضيات من بغداد، العراق (1201 – 1274)
ألف ناصر الدين الطوسي كتاب “خزانة علم الفلك”، الذي قدم جداول دقيقة لحركات الكواكب وأعاد صياغة نموذج الكواكب الذي وضعه الفلكي الروماني بطليموس. وقد وصف حركة الكواكب في مدارات دائرية منتظمة، مما مهد الطريق لاكتشاف لاحق من قِبَل أحد طلابه أن الكواكب تتحرك في مدارات بيضاوية. وفقاً لمسعود، استخدم كوبرنيكوس أعمال الطوسي وطلابه بشكل كبير في وقت لاحق، لكن دون الاعتراف بذلك، مما ساعد في تطوير النظرية الثورية التي تقول بأن الأرض تدور حول الشمس.
- الزهراوي، الجراح من الزهراء، قرب قرطبة، إسبانيا (936 – 1013)
يُعتبر الزهراوي أحد رواد الجراحة الحديثة، وكان من أوائل من استخدم أمعاء الحيوانات في الخياطة الداخلية، وهو نوع من المواد القابلة للتحلل بشكل طبيعي ولا تتسبب في استجابة مناعية، مما يساهم في تقليل الحاجة لعمليات جراحية إضافية. ولا تزال هذه التقنية مستخدمة في بعض الدول حتى اليوم. كما ابتكر الزهراوي العديد من الأدوات الجراحية، بما في ذلك الملقط الذي ساعد في تسهيل عمليات الولادة المهبلية.
- الرازي، باحث طبي من الري، بالقرب من طهران، إيران (865 – 920)
وصف الرازي الحمى كجزء من دفاع الجسم، وكان أول من شرح أعراض وأمراض الجدري والحصبة. كما تحدى النظرية الطبية السائدة حول “النزيف”، وهي تقنية علاجية كانت تُستخدم على نطاق واسع. باستخدام منهجية تجريبية منظمة، قارن الرازي بين مجموعة خضعت للعلاج بالنزيف وأخرى لم تتعرض له، وقد أظهرت المجموعة التي تلقت العلاج تعافياً أكبر.
- البتاني، عالم رياضيات من حران، تركيا (858 – 929)
رغم أن البتاني كان أول من طور علم المثلثات كفرع مستقل من الرياضيات، فقد عمل على توسيع هذا المجال بتطوير علاقات مثل tanθ = sinθ/cosθ. كان الدافع وراء هذه الدراسات هو تحديد موقع مكة من أي نقطة جغرافية، مما ساعد المسلمين في أداء طقوسهم الدينية مثل الصلاة والدفن، والتي تتطلب مواجهة المدينة المقدسة.
- عمر الخيام، عالم رياضيات من نيشابور، إيران (1048 – 1131)
حساب الخيام طول السنة الشمسية بدقة تصل إلى عشرة أرقام عشرية، وكان حسابه لا يتفوق عليه إلا بجزء من الثانية مقارنة بحساباتنا الحديثة. استخدم هذا الحساب لتأليف تقويم يعتبر أكثر دقة من التقويم الغريغوري الذي ظهر بعد ذلك بخمسمائة عام. يُعتقد أن شغفه بالعلم ومهاراته في التواصل قد جعلاه واحداً من أوائل العلماء العظماء في مجال التواصل العلمي، حيث يُقال إنه أقنع أحد علماء الصوفية بأن العالم يدور حول محوره.
- حسن بن الهيثم، عالم رياضيات من البصرة، العراق (965 – 1040)
يُعتبر ابن الهيثم أحد مؤسسي علم البصريات الحديث. في حين اعتقد بطليموس وأرسطو أن الضوء إما ينبعث من العين أو من الأشياء نفسها، اقترح الهيثم أن الضوء ينتقل إلى العين عبر أشعة من نقاط متعددة على الجسم. لكن مسيرته الناجحة توقفت عندما وعد حاكم القاهرة بتوجيه فيضان النيل ببناء سد في أسوان، وهو ما لم يتمكن من تحقيقه. لتجنب الاضطهاد، تظاهر الهيثم بالجنون. ومن المفارقات أن خططه لبناء السد نُفذت بعد مئات السنين، في نفس الموقع الذي اقترحه.
شاهد أيضاً:
كيف تكون أكثر سعادة وأكثر نجاحًا
خطوات عملية لاتخاذ القرارات الصعبة في الحياة
أطول 5 روايات في التاريخ
7 نصائح عملية لتحسين مهارات إدارة الوقت